الثلاثاء، 11 نوفمبر 2008

وصية الفارس الأخير


وصية الفارس الأخير

(ارجع بدرعك أو محمولا عليه)

تُوصيه أمُّهُ
في همسةٍ إليهْ
وَشَوْقُها يَشدُّهَا
في لهفةٍ عليه:


ما قيمة الحياة
عندما تكونُ وحدَك
أو تغزِلُ الهمومُ
عُشَّها بِرُكْنِكْ

تَبِيتُ ظامئاً
والماءُ في يديكْ
يَسيلُ دافقاً
مِن دمع مُقلتَيْك

تسير في ظلام
ليلك الطويلْ
بخطوك الثقيلْ
وترغب الرحيل!!


الفارسُ الأخيرُ
لا يُغَادرُ الميدانْ
يموتُ ..
فوقَ صَهْوَةِ الحِصَانْ
وَسَيفُهُ مَعَهْ..
والتُّرسُ والسّنَانْ

والفارسُ الأخيرُ
دائماً يموتُ وَحْدَهْ
وَمِن بقايا جُرحِهِ المَفتُوحِ وحدَهْ
ينسابُ رَيُّ الزهرةِ الأخيرةْ
تقومُ بعدَها لِتُكْمِلَ المَسيرةْ
ويشرقُ النَّماءُ في عُرُوقِها الكَسِيرةْ

*****
وَيُسْدَلُ السِّتَارُ في الوَصِيَّةِ الأثيرةْ
بِقَوَْلَةٍ مُنِيرَةْ:
"الفارسُ الأخيرُ دائماً
يموتُ وحدَهْ
لَكِنَّهُ يُقَدِّمُ الحياةَ للعشيرةْ
..والفارسُ الأخيرُ دائماً
يُغَادِرُ الحياةْ
لتُرْفَعَ الجِباهْ
لِيًرسمَ الضِّياءَ
فوق بَسْمَةِ الشِّفاهْ
ويَمنحَ الصِّغَارَ
فُرصةَ النَّجاةْ"
أيمن جمال الدين

هناك 4 تعليقات:

شيماء زايد يقول...

الفارسُ الأخيرُ دائماً
يموتُ وحدَهْ
لَكِنَّهُ يُقَدِّمُ الحياةَ للعشيرةْ

ابداع + عمق + رقي + روعة تعبير

كلمات ننحني احتراما لها

مي القوني يقول...

"احنا في زمن عاد في فرسان ؟؟؟"
كان هذا تعليق أمي باللغة العامية البسيطة الجميلة تحمل نغمات من الحسرة التي عهدناها من اهلونا حينما قرأت عليها كلمات هذا الشاعر الرائع والكاتب الفنان .. الذي قرأ المستقبل .. ولما لا قد تكون البداية قرأة النهاية ومن ثم الحراك .. لا تتوقف فالبداية من هنا .....

أيمن جمال الدين يقول...

شكرا لثنائك يا شوشو العزيزة، وإذا كانت عيناك الجميلتان قد رأتا في القصيدة إبداع+ عمق+ رقي + روعة في التعبير، فإن ذلك يدل على: نفس شفافة+روح محلقة+قلب كبير+مشاعر إنسانية لمبدعة صغيرةأتمنى أن تحلق في سماوات الإبداع دائما

أيمن جمال الدين يقول...

أكثر ما يسعدني أن تعجب كلماتي فتاة في عنفوان المشاعر، والذي هزني أن تعجب أم وابنتها الرقيقة بشيء واحد..
مي العزيزة، لم أقرأ المستقبل لكنني ألمحه بين عيونكم، ويبشرني بطلوع الفجر الصادق أن يكون بينكم من لا يزال يتذوق الشعر ويقرأه..أعدك ألا أتوقف بشرط أن يستمر تشجيعكم لي ونقدكم الصادق لما أكتب، لأنني لا أكتب إلا لكم أنتم أيها المستقبل القريب.