السبت، 22 أغسطس 2009

الأحد، 2 أغسطس 2009

تمتمات



(1)


أشعلَ الضوءَ جِوارَ السُنبلةْ

علَّقَ الروحَ هلالاً

فوق صدر المئذنةْ

أطلقَ الصوتَ وفاتْ

بعدما أهدى إلى القمحِ

مفاتيحَ الحياة

*****
سمع الكاهنُ همسَ الأمنيات

أخمدَ البسمة في وجه النباتْ

منع الرِيَّ..

شنقَ النسماتْ

رتّلَ الأفاكُ بعضَ التمتماتْ

شهق الضوءُ وماتْ


(2)

نثرَ القمحَ على وجه الصباحْ

وروى بالدمع أرحام التُرابْ

أخرجَ القمحُ سنابلْ

دفقَ الدمُّ بشريان الحطبْ

غير أن الطائرَ الملعونَ

في كُل ِّالكُتبْ

داس بالكفِّ

على قلبِ النباتْ

قصَّ بالمنقار حبلاً للوريدْ

فانتهى عُمرُ الوليدْ

*****


(3)

أنبتَ الحرفُ زهورَ الكلماتْ

..ثم ماتْ

طار عصفورٌ حزينْ

أعجميُّ الصوتِ

مخنوقُ الوتَرْ

وضعَ الزَّهرَ على غُصن الشجرْ

جاء صيادٌ بليدْ

أبلهُ القَسَمَاتِ

ذو قلبٍ حديدْ

أطلقَ الصيادُ سهماً في السماءْ

فأحالَ الطيرَ بعضاً مِن دماءْ

مرَّ ريحْ

فوقَ زَهْرِ الغُصنِ

والطيرِ الذَّبيحْ

سقط الحرفُ..

وروّته الدماءْ

نبتتْ مِن رَحِمِ الأرضِ قصيدةْ

*****

(4)

رسمَ الفنانُ عُصفوراً

على غُصنِ نَباتْ

قُربَ دارٍ

سقفُها بعضُ حَطَبْ

حلَّقَ العُصفورُ

فوق الشُّرفاتْ

جاء حيناً وذهبْ

رعشةُ الخوفِ

بقلب الكائناتْ

هزت الفنانَ يوماً فانتفضْ

سقطتْ فرشاتُهُ فوقَ الدواة

ثُمَّ صارَ اللونُ بركانَ غضبْ

أشعلَ النارَ بأعوادِ الحَطَبْ

غمسَ العُصفورُ ريشاً

في المدادْ

وكتب:

فوق ذاك اللوحِ

في الركن البعيدْ

أصبح البيت السعيدْ

قفصَ الروحِ الجديدْ

سقفه بال حديد

*****


أيمن جمال الدين
1/8/2009