السبت، 20 ديسمبر 2008

أريدُ أن أكونَ..


أريدُ أن أكونَ..
فارساً..
يعيشُ في مدينةٍ
لا تعشقُ الغيومْ
لا تحتفي..
بالصمتِ والسُّكونْ
تُحِبُّ ضوءَ الشَّمسِ
تتركُ الصِّغارَ يلعبونْ
*****
أريدُ أن أكونَ..
مؤمناً..
يُحِبُّ كُلَّ الناس
وأن أكونَ مُرْهَفَ الإحساسِ
وأن أكون شاعراً
يَعْرِفُ كَيْفَ تُكْتَبُ القصيدةْ
يقولُ عن عقيدة
*****
أريد أن أكون نغْمةً
للحُبِّ في البحار
وأن أكون زورقاً..
يُوَشوشُ المحار..
وأن أكون رحمةً..
لا أزدهي بالموت والدمار
*****
أريد أن أكون بَلْسمَ الجراح
وباسماً
كالشمسِ في الصباحْ
..أريد أن أكون
.. أريد أن أكون
أيمن جمال الدين

الأربعاء، 17 ديسمبر 2008

سَلِمَ الحذاءُ


"إلى البطل العراقي الكبير منتظر الزيدي، قاذف الحذاء الوحيد في وجه بوش، في الوقت الذي استقبله الآخرون بالأحضان والقبلات ورقصوا معه بالسيف على أشلائنا"
سَلِمَ الحذاءُ
وخاب من يحني الجبينْ
يا أيها البطلُ الأمينْ
لا شيء أبلغ من حروفٍ
قُلتَها للخانعينْ
المدّعين حمايةَ العِرضِ الرصينْ
وكلابُ روما تستبيحُ نساءَهم
في كُلِّ حينْ
*****
صرخاتُ قلبك
أسقطتْ ذُلَّ السنينْ
فَكّتْ طيوراً
غَلّها الحقدُ الدفينْ
حين انتفضتَ
وقلتَ للكلبِ اللعينْ:
هذي تحيتنا إليكَ
فذق بها الذُلَّ المبينْ
*****
يا أيها البطلُ الأمينْ
هاتِ الحذاءَ وَسِرْ مَعي
وامسحْ بكفك أدمُعِي
واطرق بهِ
رأسَ العبيدِ الخاضعين
سأظلُّ مسكوناً بحُبِّكَ
يا بقايا الفاتحين

أيمن جمال الدين


الطائر المذبوح


"إلى بغداد الحزينة المنكوبة بالاحتلال في زمن الصمت العربي"
هجم الصليبيون
والأوغادُ..
من خلف القِمم
وترنحتْ بغدادُ
من هَول الحُمَم
كالطائرِ المذبوحِ
يرقصُ في ألمْ

*****
ليلُ الأسى آتٍ
ومن خلف الغيومْ
يأتي الغزاةُ
مُزوَّدين بِقُوتِنا
والمُترفون يصفّقون
لنعيق غربانٍ وبُوم
وصياحِ ثكلى
في انتظار وليدها الآتي
على خيل المنون

*****
الآن يا بغدادُ يرحلُ مجدُنا
والآن يلعننا الصغارُ لأننا
نرجو من الموتى الحياةْ
ونلومُ أسرابَ العبيدِ لأنها
لم تقتلع رأسَ الصنمْ
فلم الحياة لغيره؟
ولم الصلاة لغيره؟
سكت القلم
فإذا الشعوب تكلمت
ملأت لياليها المحنْ
وإذا الطغاةُ تسلّطوا
أمسى الكلامُ هو التُهم

*****
ضلّ القلم
وجرى المداد من النبيذْ
البومُ تأتي من بعيدْ
والصقرُ يرحل كالطريد
فرَّ الوليدُ من الوليدْ
زلّ القلمْ
وعلى التلال تناثرتْ
جثثُ الصغار
..والسادةُ الأبرارُ
حول موائدِ الخمرِ العتيقْ
يتفرجون على التتار
ويعربدون بلا وقار
يتراقصون من الدمار على الدمار
حول الصنم
*****
كُسر القلمْ
ورأيتُ كيف عصابةُ الأشرارِ
تركعُ للصنمْ
أممٌ تهاوى فوقها سيفُ الظُلَمْ
وتناثرت رغم العداوة بينها
صورُ النَّهَمْ
*****
عمَّ الصياحُ فأطرقتْ رأسُ الصنم
أتراه يسخر منهمو
أم أنه..
حتى تعودَ اللاتُ
يخشع في صممْ

الثلاثاء، 2 ديسمبر 2008

.. وأنا طفلٌ



.. وأنا طفلٌ

كنتُ أحسُّ بأني

أملكُ هذا العالمَ

أشعرُ أن الدنيا مملكتي

والكونَ صديقي

بسمةُ أمي كانتْ

دفقةَ مائي

عيناها كانتْ إبريقي

*****

ومضيتُ على دربِ الدنيا

ومشيتُ طريقي

فوجدتُ العالَمَ سجَّاني

والكونَ حريقي

ولزمتُ الصمتَ

وزالَ بريقي






أيمن جمال الدين